13‏/6‏/2011

التوابع - النعت



أولا : النعت [ الصفة ]

-   أول التوابع هي الصفة أو النعت , والكلمتان لهما نفس المعنى : والفعلان منهما يصف وينعت بمعنى يقول الصفات التي في شيء أو شخص .
-        نقول يصف أو ينعت الشاعر الطبيعة ؟
-        نعم أحسنتَ هذا من حيث اللغة .
-        ومن حيث النحو ؟
-   النعت في النحو هو الاسم الذي يأتي لتوضيح وبيان صفة في صاحبه , ويسمى صاحبه الموصوف أو المنعوت – أي الذي نَصفُه وننعته – من حيث المعنى , والمتبوع – أي الذي نتبعه – من حيث الإعراب .
-        مثل الاسم الذي يأتي بعد [ أيُّها وأيَّتُها ] ؟
-        نعم ، أحسنت ، وإنْ كان بعد [ أيُّها وأيَّتُها ] دائما مرفوع , لأنَّهما دائما منادى مبني على الضم .
-        ولكن الأصل أنْ يتغير إعراب الصفة بتغير إعراب الموصوف ؟

[ أ ] النعت المفرد
-        نعم , في الحقيقة أنَّ الصفة تتبع الموصوف – تتشبه به وتكون مثله –  في أربعة أشياء : النوع والعدد والإعراب والتعريف .
-        هذا يحتاج إلى توضيح يا أستاذ .
-        أولا : تتبع الصفة الموصوف في النوع
تقول : ( جاءَ الولدُ المؤدبُ ) و( جاءَتْ البنتُ المؤدَّبَةُ )
فـ [ المؤدب ] صفة للولد وهي مذكرة لأنَّه مذكر
و[ المؤدبة ] صفة للبنت وهي مؤنثة لأن البنت مؤنثة .
-        ولماذا لا تكون [ المؤدب والمؤدبة ] حال  للولد والبنت ؟
-        لأنَّ الحال نكرة – كما أخذت من قبل – أما [ المؤدب والمؤدبة ] فمعرفة
-        نعم تذكرتُ آسف يا أستاذ , إذن نعت المذكر مذكر ونعت المؤنثة مؤنث.
-        نعم هذا صحيح .
ثانيا : تتبع الصفة الموصوف في العدد تقول :
( جاءَ الولدُ المؤدبُ )           ( جاءَت البنتُ المؤدبةُ )
( جاءَ الولدانِ المؤدبانِ )       ( جاءَت البنتانِ المؤدبتانِ )
( جاءَ الأولادُ المؤدبونَ )      ( جاءَت البناتُ المؤدباتُ )
فكما ترى , الصفة تتغير تثنية وجمعا تبعا للموصوف .
-        حسنا , هذا أيضا واضح .

-        ثالثا : تتبع الصفة الموصوف في التعريف والتنكير
تقول : ( جاءَ ولدٌ مؤدبٌ )
       ( جاءَ الولدُ المؤدبُ )
فكما ترى تغيرت الصفة النكرة [ مؤدب ] إلى معرفة [ المؤدب ] لأن الموصوف النكرة [ ولد ] تغير إلى معرفة [ الولد ] فتبعته صفته في ذلك
-        آسف يا أستاذ , في قولنا : ( جاءَ ولدٌ مؤدبٌ ) , [ مؤدب ] أصبحت نكرة فهل تصلح أنْ تكون حالا ؟
-        لا طبعا , لأنَّها أصبحت نكرة بعدما أصبح صاحبها نكرة أيضا , في حين أنَّ صاحب الحال – كما قلنا من قبل – يكون معرفة دائما , فإذا أردتَ الحال يجب أنْ تقول : ( جاءَ الولدُ مؤدبا ) لا ( جاءَ ولدٌ مؤدبٌ ) ولا    ( جاءَ الولدُ المؤدبُ ) .

الفارق بين النعت والحال
-        وما الفارق بين ( جاءَ الولدُ مؤدبا ) و( جاءَ الولدُ المؤدبُ ) ؟
-   الفارق من حيث النحو : أنَّ [ مؤدبا ] حال , والحال دائما منصوبة لأنَّها أحد مكملات الجملة التي تأخذ موقع النصب , أما [ المؤدب ] فهي صفة ليس لها إعراب خاص ولكن تتبع موصوفها في إعرابه .
-        جيد وما الفارق من حيث المعنى في اللغة ؟
-   من حيث المعنى في اللغة فإنَّ الحال تبين هيئة صاحبها وقت حدوث الفعل فقط , فهو حين جاء كان مؤدبا , وربما هذا ليس خلقه دائما , أما الصفة فهي دائما فيه ومعه في كل وقت ومكان , وهذا هو الفرق بين    ( جاءَ الولدُ مؤدبا ) و( جاءَ الولدُ المؤدبُ ) ,
-        جيد وهل يوجد فارق آخر بين النعت والحال ؟
-   نعم من حيث الشكل فكما ترى الحال وصاحبه لا يتفقان أبدا لأنَّ الحال دائما نكرة وصاحبها دائما معرفة , أما النعت وصاحبها فلا يختلفان أبدا فهما إما أن يكونا نكرتين أو معرفتين
-        شكرا يا أستاذ , أصبح الفرق بين الصفة والحال واضحا الآن .
-        عفوا يا عبد الصبور .
-        حسنا , أخذنا أنَّ الصفة تتبع الموصوف في العدد والنوع والتعريف .

-        رابعا : تتبع الصفة الموصوف في الإعراب , تقول :
( جاء  الولدُ المؤدبُ ) 
رفعا لأنَّ الولد فاعل والمؤدب صفة
( رأيتُ الولدَ المؤدبَ )
نصبا لأنَّ الولد مفعول به والمؤدب صفة

( مررتُ بالولدِ المؤدبِ )
جرا لأنَّ الولد مجرور والمؤدب صفة
-        نعم لذلك هي من التوابع .
-        نعم .. وهذا هو النوع الأول من النعت وهو النعت المفرد .
-        وهناك نوع ثاني ؟

[ ب ] النعت شبه الجملة
-        نعم ، أحيانا يكون النعت شبه جملة إذا ارتبط باسم نكرة , لأنَّ علماء النحو اعتبروا الجمل وأشباه الجمل بمثابة الاسم النكرة , بدليل أنَّهما يصلحان للوقوع خبرا , نقول : ( محمد مجتهد – محمد في الحديقة – محمد يجري ) وأنتَ تعرف أنَّ الأصل في الخبر أنَّه نكرة .
-        نعم , صحيح .
-        لذلك عندما تقول :
( رأيتُ بنتا في الحديقةِ ) , أو ( رأيتُ فراشةً بينَ الأزهارِ )
فشبه الجملة [ في الحديقة ] صفة لـ [ بنت ] لأنَّ [ بنتا ] نكرة وشبه الجملة نكرة أيضا , كذلك [ بين الأزهار ] صفة لـ [ فراشة ] لأنَّ الاثنين نكرتين أيضا .
-   أَذكرُ أنَّني سألتُ عن هذا في درس الحال عندما أخذنا نفس المثالين لكن كانا [ البنت في الحديقة والفراشة بين الأزهار ] معرَّفتان بالألف واللام .
-        نعم , فالقاعدة النحوية تقول :
الجمل وأشباه الجمل تكون بعد النكرات صفات وبعد المعارف أحوال
هذا طبعا إذا تعلقت باسم غير المبتدأ , وإلا فهي خبر .
-        آسف يا أستاذ ولكن أحتاج إلى أمثلة
-        لا مشكلة عندما نقول
( البنت تقرأ – البنت في الحديقة ) فالجملة [ تقرأ ] وشبه الجملة [ في الحديقة ] في محل رفع خبر عن البنت لا يمكن أن تسقط من الجملة
-        جيد هذا واضح
-        وعندما نقول
( جلست البنت تقرأ – جلست البنت في الحديقة ) فالجملة [ تقرأ ] وشبه الجملة [ في الحديقة ] في محل نصب حال للبنت لأنني أتكلم عن بنت معينه معروفة وأبين هيئتها وهي جالسة والحال ليس ركن من أركان الجملة لذلك إذا سقط فالجملة ( جلست البنت ) كاملة بالفعل والفاعل فقط
-        حسنا يا أستاذ , هذا واضح أيضا .
-        وعندما نقول
( جلست بنت تقرأ – جلست بنت في الحديقة ) فالجملة [ تقرأ ] وشبه الجملة [ في الحديقة ] في محل رفع نعت للبنت لأن البنت غير معروفة فالمعلومة بعدها وصف يقربها للناس
-        حسنا يا أستاذ الفارق بين الخبر والنعت والحال واضح أيضا الآن .
-        جيد نأخذ النوع الثالث من النعت ؟
-        أتوقع أن يكون النعت الجملة .

-        [ ج ] النعت الجملة
هذا صحيح النوع الثالث من النعت هو النعت الجملة , تقول :
( جاءَ رجلٌ وجهه مبتسمٌ ) و ( رأيتُ ولدا يجرِي )
فالجملة الاسمية [ وجهه مبتسمٌ ] ارتبطت باسم نكرة وهو [ رجل ] فهي صفة له , وكذلك الجملة الفعلية [ يجري ] ارتبطت باسم نكرة وهو       [ ولد ] فهي صفة له أيضا .
-        هل يمكن أنْ نعرب جملة منهما ؟
-        طبعا ,
جاء    : فعل ماضي مبني على الفتح
رجل   : فاعل مرفوع وعلامته الضمة
وجهه  : مبتدأ مرفوع وعلامته الضمة
         والهاء ضمير مبني في محل جر مضاف إليه
مبتسم  : خبر للوجه مرفوع وعلامته الضمة
         الجملة الاسمية ( وجهه مبتسم ) في محل رفع صفة لرجل
-        حسنا هذا واضح .
-        لاحظ أيضا أن الصفة الجملة تحتوي على ضمير يعود على الموصوف .
-        نعم , مثل جملة الحال .
-        كما قلنا أي جملة ترتبط باسم يجب أن تحتوي على ضمير يعود على هذا الاسم سواء كانت :
-        خبرا له  ( محمدٌ علمهُ غزيرٌ ) ,
أو حالا   ( جاءَ الرجلُ وهوَ سعيدٌ ) ,
أو صفة  ( جاءَ رجلٌ وجهُه مبتسمٌ ) ,
أو صلة  ﴿ الَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ﴾ .
-        الحمد لله أفهم كل هذا .
-       الحمد لله , انظر إذن للشكل التالي ثم أجب التدريبات .
-       إن شاء الله .

هناك تعليقان (2):

  1. أنت - يا أستاذي - مبدع

    ردحذف
  2. جزاك الله خيرا أخي
    ورجاء إن استطعت أن تنشر الموقع بين أصدقائك فافعل لتعم الفائدة وبدأت في شرح الكتاب على اليوتيوب وهذا رابط الحلقة الأولى http://www.youtube.com/watch?v=F9a_mJruqyg

    ردحذف