14‏/6‏/2011

هذا الكتاب


هذا الكتاب


حينَ يصبحُ النحوُ هوايةً ..
          حينَ يصبحُ الإعرابُ تسليةً ..
                     حينَ تصبحُ اللغةُ معشوقة ً..

   فأنتَ تقرأُ في كتاب ...


        
قصة النحوِ ..
وحكاية الإعراب
                  
أ / عبد المنعم جوهر
                 

إهداء



إهداء

إلى طلبتي تِسَا وفرانك وكل من أتى من الغرب للتعرف على الثقافة العربية والإسلامية من أهلها لا ممن يتحدثون عنهم ..
إلى طلبتي سارة وأشرف وكل نبتة عربية نبتت في غير أرضها نباتا أثَّر في لسانها وأرادت العودة لنبع ثقافتها الأصلي ترتوي من معينه وتهتدي بأنواره ..
إلى طلبتي عبد الصبور توماس وأحمد جيمس وصلاح راجر وكل من رأي في الإسلام دين الحق وأراد التقرب من كتابه الخالد وسنة نبيه الكريم وفهم علمائه الصالحين بالتعرف على لغتهم والتعامل مع تراثهم ..
ثم إلى كل طالب عربي درس النحو سنين عددا ، خرج منها إلى الجامعة , ولم يقف على معانيه ولم يفطن إلى الخير الذي فيه ، أو يدرسه الآن في ضيق وحرج يلتمس فيه طريقا للفهم فلا يجد ..
وأخيرا بِرا بهذه اللغة المشرفة العظيمة , وخدمةً لكتابها الخالد المنير , ووصلا لمحبي الثقافة من أبنائها أهدي هذا الكتاب .
أمَّا فصيلتي التي منها خرجت – أبي وأمي وأخوتي – وأسرتي التي لها بفضل الله كَوَّنتُ – زوجتي وأبنائي –  وعائلتي وأصدقائي  فأهدي إليهم روحي وقلبي ونفسي .
أسأل الله أن ينفع بهذا العمل كاتبه وقارئه في الدنيا والآخرة , وأن يكون بداية لأعمال متصلة في تيسير علوم اللغة والشريعة ، فبنعمته سبحانه تتم الصالحات .

7 / رجب / 1930 هـ                               أ / عبد المنعم حامد جوهر
29 / 6 / 2009 م                                   ahgoher@gmail.com
       

مقدمة - قصة الكتاب



( مقدمة )

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وأصلي وأسلم على النبي الأمي الذي خُتمتْ ببحور علمه أنوارُ الرسالات .
أما بعد
قصة الكتاب
لقد تعرَّضتُ منذ سنوات لتدريس اللغة العربية وآدابها ، وكان اعتمادي في تدريسها على الكتب المقررة في وزارة التربية والتعليم أو الكتب الخارجية الشارحة لها ، وهي تقسِّم القواعد اللغوية والعصور الأدبية ودروس البلاغة على سنوات الدراسة ، ثم قدَّر الله أنْ أعمل في نفس المجال – التدريس – لغير الناطقين باللغة العربية ، وقد يهتم بعضهم بدراسة بعض هذه الفروع دون بعض ويحتاج بطبيعة الحال إلى كتاب متكامل في كل فرع , فبحثتُ كثيرا عن كتاب معاصر يعرض النحو بصورة بسيطة ملائمة لطلاب العلم والثقافة عامة , وغير الناطقين بالعربية خاصة , فلم أجد ما يسد الحاجة ويشفي الغليل .

وكان من أهم المشكلات التي وجدتُها :
أولا : أنَّ معظم الكتب تتناول النحو بشكل متخصص جدا , فيجب أن يكون الإنسان متقنا جدا لقواعد اللغة حتى يستطيع فهم هذه الكتب , ومن هذه الفئة كتب التراث ، حتى ما عُرف منها بالسهولة مثل : [ قطر الندى ] للعلامة ابن هشام الأنصاري .

ثانيا : عدم التدرج في عرض قواعد النحو العربي ، فمثلا تتحدث في درس أدوات الشرط التي تجزم المضارع فتسرد اثنتي عشرة أداة يشق على الطالب – خاصة غير العربي – حفظها كلها وتساوي بين الأدوات ( إنْ – ومَنْ – ومَا ) مثلا وهي الأكثر استخداما في اللغة وبين أدوات كـ ( أي – وإذ ما – وأيّان ) على قلة استخدامها , فتكون النتيجة ألا يعرف الطالب الأوائل ولا الأواخر ، أو ينشغل بحفظ القواعد على كثرتها عن التطبيق والاستخدام اللغوي لها .

ثالثا : حين حاول بعضهم حل المشكلة الثانية – كبر القاعدة – قام بتقطيع دروس النحو وتفريقها بشكل غير منتظم على جزأين أو ثلاثة ، ففقد بذلك وحدة الموضوع , وأتعب من يريد شرح درس متكامل لطالب متقدم – أو دراسة طالب له – في البحث بين فهارس الكتاب ليلملم أجزاء الدرس المبعثرة هنا وهناك .

رابعا : عدم الربط بين النحو واللغة أو القاعدة والدلالة والاستخدام اللغوي فأدى ذلك إلى جعل دراسة النحو تعتمد فقط على حفظ قواعد صماء ومحاولة التطبيق عليها فشقَّ على الطالب الفهم وعلى المدرس الشرح حتى اشتهر النحو – وهو من أسهل علوم العربية – بالغموض والتعقيد ، وأصبح الناس إما متخصص فيه أو جاهل به زاهد فيه ، ومن المعروف عند علماء النفس أنَّ المرء عدو ما يجهل .

كتاب قصة النحو
 فرأيتُ – لهذه الأسباب – أن أؤلف كتابا بسيطا يعرض النحو العربي بشكل متكامل ويراعي التدرج بالمستوي وبلورة هذا العلم العظيم  بشكل يسهّل دراسته لكل طالب للعلم أو محب للثقافة ، ورأيت لتحقيق هذا الهدف أنْ يكون في ثلاثة أجزاء يمثل كل جزء منها مستوى كاملا .

الجزء الأول :
في التعريف بعلم النحو والشكل العام له وقواعده الأساسية والأولية ، والاهتمام بالرؤية الشاملة الواضحة المبلوَرة لهذا العلم , فيعرف بناء النحو الشامل وأعمدته وتقسيماته وتفريعاته الأساسية أيضا , فلا يضل في جنباته طالب علم ولا يغرق في بحاره محب معرفة ، وهو يُيَسّر – بإذن الله –  لمن يدرسه إمكانية فَهم وإعراب معظم القرآن الكريم وتقريبا كل الكتابات المعاصرة .

الجزء الثاني :
في الدروس المكملة للدروس الأولى - التي في الجزء الأول - فإذا اعتبرنا أنَّ الجزء الأول وضع الأسس ورفع أعمدة بناء النحو الشامخ  وتقسيماته الداخلية بفضل الله فهذا الجزء لتكملة البناء وإعطائه شكله النهائي ، وأحسب أنَّه سيكون أسهل في الفهم – لمن درس الكتاب الأول – لأنه يسير على نفس البناء يكمل القواعد ويعمق الفهم .

الجزء الثالث :
في القضايا الخفية للنحو – لمن يريد التميّز أو التعمق أو التخصص في هذا العلم – والذي يصل بدارسه إلى درجة الاحتراف – بإذن الله –  ويجعله قادرا على فهم النحو الفلسفي والتعامل مع كتب التراث لأئمة هذا العلم كابن هشام أو ابن عقيل أو غيرهما .

وقد اعتمدت في كتابة هذا الكتاب على أسلوب الحوار والمناقشة مع طالب وهمي استوحيتُ روحه من أحد طلبتي الأذكياء وهو طالب أمريكي سمى نفسه عبد الصبور جاء ليطلب العلم في مصر ، ووضعت في آخر كل درس رسما توضيحيا يلخص هذا الدرس ويوضح جزء من خريطة النحو الكاملة والتي تتضح كاملة بجمع هذه الأشكال معا , ووضعتُ معظم التدريبات من القرآن الكريم , ليس فقط  التماسا لبركته ، ولكن أيضا لترى أيها الطالب الكريم استخدام ما درستَ من قواعد في أرقى مستويات الاستخدام اللغوي , آملا أن تكون هذه التدريبات أولية فقط , وتستطيع أن تمارس إعراب ما درستَ في كل كتاب تقرؤه

وأخيرا أرجوا الله أن ينفع بهذا الكتاب قارءه ، ويفيض به جزيل الثواب على كاتبه ، وأن يكون سدا لثغرة من ثغرات الإسلام ، وإضافة متميزة للمكتبة العربية العامرة وخدمة للغة القرآن الخالدة , فهو ولي ذلك والقادر عليه .

1 - المدخل إلى دراسة النحو



( تعريف بعلم النحو )

-        السلام عليكم يا عبد الصبور .
-        وعليكم السلام يا أستاذ .
-        هل أنت مستعد لدراسة النحو ؟
-        تمام الاستعداد يا أستاذ .
-        حسنا يا عبد الصبور , نريد أن نعرف أولا ما هو علم النحو وما الفكرة التي يقوم عليها ؟
-        تفضل يا أستاذ .
-        جيد
        ( هناكَ رجلٌ اسمهُ محمدٌ زار رجلاً اسمهُ عليٌ )
حين أراد العربي أنْ يعبِّرَ عن هذا المعنى..
وضع علامةً للذي فعل الفعل -  وهو هنا محمد - وهذه العلامة هي ضمةٌ على آخر حرفٍ منه فأصبح ( محمدٌ ), ووضع علامةً أخرى للذي وقع عليه الفعل -وهو هنا علي -  وهذه العلامة هي فتحةٌ على آخر حرفٍ منه فأصبح ( عليا ), فملك بذلك ميزتينِ هامتين :
الميزة الأولى :
أنه استطاع أنْ يعبِّرَ بوضوح عن المعاني الخاصة بأفكارِهِ ومشاعرِه ، وهذه هي الوظيفةُ الأساسيةُ للغة يقولُ اللهُ تعالى واصفا اللغة العربيـة : ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ أي موضحٌ  ومبيِّن للمعاني .
الميزة الثانية :
أنَّه لم يتقيَّدْ بمكانٍ للكلمةِ , فقال :
                                 ( زارَ محمدٌ علياً )
                             أو ( زارَ علياً محمدٌ )
                             أو ( علياً زارَ محمدٌ )
                             أو ( محمدٌ زارَ علياً )

ففي كلِ الأحوالِ أصبحَ معروفا منْ الذي فعلَ الكرمَ ومنْ الذي وقعَ الفعلُ عليهِ , وأخذتْ هذه الأشكالُ والتراكيبُ دلالاتٍ – معانيَ –  أخرى فوقَ معرفةِ منْ قامَ بالفعلِ أومنْ وقعَ عليهِ الفعلُ ، ولكنْ مكانُها في عالمِ البلاغة فلنْ نتعرَّضَ لها .
- إذن لو قلتُ يا أستاذ ( زار محمدٌ عليا ) فمحمد هو الذي ذهب إلى على ؟
- نعم هذا صحيح .
- ولو قلتُ ( زار محمدا عليٌ ) يصبح علي هو الذي ذهب إلى محمد
- نعم أحسنت أصبح المعنى العكس رغم أن الأماكن ثابتة
- حسنا , هذا واضح يا أستاذ .
- وسأضرب لك مثالين لتوضيح المعنى أكثر.
- تفضل يا أستاذ .

مثال توضيحي :
-         كان أحد علماء النحو يسير مع ابنته في ليلة صافية , فالتفتت إليه و ..
قالتْ   : يا أبتِ ، ما أجملُ السماء ! – بضم لام أجمل –
قال    : أي بنية ، نجومُها .
قالتْ  : يا أبتِ ، ما هذا أردتُ ، ولكنِّي أتعجَّبُ من جمالِ السماء .
قال   : إذن فقولي ما أجملَ السماء . – بفتح لام أجمل –

مثال آخر :
وكانا يسيران أيضا في ليلة أخرى والأب يحمل معه الماء فنظرت إليه و
قالت : عطشتََ يا أبي . – بفتح تاء عطشت -
قال  : لا يا ابنتي شكرا .
قالت : عطشتَ يا أبي .
قال  : لا يا أبنتي لا أريدُ أنْ أشرب .
قالت : يا أبي أنا أريد أنْ أشرب .
قال  : إذن قولي عطشتُ يا أبي – بضم تاء عطشت –

-        هل أصبحت مهمة النحو واضحة بالنسبة لك الآن ؟
-        نعم هذا واضح , تغيير الضمة أو الفتحة على آخر الكلمات يعني تغيير المعنى التي تحمله داخل الكلام .
-        نعم هذا صحيح أحسنت .
-        إذن فعلم النحو هو الذي يبين لنا أثر هذه التغييرات على المعنى ؟
-        بالضبط  
علم النحو هو العلم الذي يهتم بتغيير آخر الكلمة وأثره على المعنى 
- وهذا ما سنتعلمه الآن إنْ شاء الله ؟
- نعم إن شاء الله .
- حسنا . هيا بنا يا أستاذ .
- هيا بنا يا عبد الصبور .



يمكنك مشاهدة شرح الدرس على الرابط الآتي :
https://www.youtube.com/watch?v=F9a_mJruqyg


تدريبات 1


تدريبات تعريف النحو – 1

السؤال الأول :
ضع علامة ( ) أمام العبارة الصحيحة وعلامة ( X ) أمام العبارة الخطأ
1 – استخدم العرب علامات على نهاية الكلمات لتوضيح المعنى   (  )
2 – العلامة التي على آخر الكلمة لا تتغير أبدا                    (  )
3 – تغير العلامة معناه تغير المعنى                               (  )
4 – عندما أشعر بالعطش أقول ( عطشتَ )                        (  )
5 – عندما أسأل شخص هل يشعر بالعطش أقول ( عطشت )      (  )
6 – لا يوجد فارق بين ( عطشتَ ) و( عطشتُ )                  (  )
7 – اختار العرب علامة الضمة للذي فعل الفعل                   (  )
8 – اختار العرب علامة الفتحة للفعل نفسه                        (  )
9 – يستطيع العرب تغيير أماكن الكلمات مع الحفاظ على المعنى  (  )
10 – وضع العرب علامات على بداية الكلمات                   (  )
*****
السؤال الثاني :
اختر الإجابة الصحيحة من بين القوسين
1 – الذي وقع عليه الفعل أضع على آخره   ( ضمة – فتحة – كسرة )
2 – عندما أتعجب من جمال السماء أقول    ( ما أجملَ السماء – ما أجملُ السماء
                                               ما أجملِ السماء )
3 – [ ضرب خالدا أحمدُ ] الذي ضَرَبَ هو  ( خالد – أحمد – شخص آخر )
4 – أسأل عن أجمل شيء في السماء أقول   ( ما أجملَ السماء – ما أجملُ
                                               السماء – ما أجملِ السماء )
5 – أتعلم في النحو                          ( معاني الكلمات في اللغة –
                                               تغير العلامات وأثره في المعنى –
                                              الفرق بين المعاني المتشابهة )

13‏/6‏/2011

2 - الكلمة والكلام

                                   ( الكلمة والكلام  )
الكلمة :
-         السلام عليكم يا عبد الصبور 
- وعليك السلام يا أستاذ .
- مستعد لدرسنا الثاني في علم النحو ؟
- تمام الاستعداد يا أستاذ .
- حسنا إذا قلتُ لك ( كتابٌ ) تفهم ؟
-         نعم , طبعا يا أستاذ .
-         حسنا فما هو الكتاب ؟
-         الكتاب هو عدد من الأوراق مكتوبة في موضوع واحد ومجموعة معا .
-         أحسنتَ هذا صحيح من جانب ولكن لو قلنا من جانب آخر إنَّ ( كتابٌ ) هو صوت مكوَّن من الكاف والتاء والألف والباء فهل هذا خطأ ؟
-         لا يا أستاذ هذا صحيح أيضا .
-         هذا جيد إذن في الحقيقة ( كتابٌ ) شيئان :
أولا : هو صوت مكون من حروف 
ثانيا : هو معنى يحمله هذا الصوت .
-         نعم صحيح يا أستاذ .
-         إذن أخبرني ما هو ( قلمٌ ) ؟
-         من ناحية هو صوت مكوَّن من القاف واللام والميم
    ومن ناحية أخرى هو الأداة التي نستخدمها للكتابة .
-         هذا ممتاز وسمَّى علماء النحو كل صوت له معنى مثل صوت ( كتاب ) أو ( قلم ) كلمة , فهل تستطيع أن تعرف ما هي الكلمة عند علماء النحو؟
-         نعم يا أستاذ
                   الكلمة : هي صوت له معنى

-         أحسنتَ يا عبد الصبور هذا بالضبط معنى كلمة عند علماء النحو  - ولكن هل هناك صوت بدون معنى يا أستاذ ؟
- - نعم طبعا فلو قلنا ( سكول ) مثلا فهي ليست كلمة في العربية لأنها لا تحمل أي معنى ولكنها كلمة في الإنجليزية لأنها تحمل معنى هناك لذلك فالكلمات تختلف من لغة لأخرى .
- - حسنا هذا واضح يا أستاذ .
-- جيد , والكلمة في الحقيقة هي وحدة بناء اللغة فاللغة في النهاية هي مجموعة من الكلمات , والنحو هو القانون الذي ينظِّم هذه الكلمات معا ويربط بينها . 
- حسنا هذا واضح جدا يا أستاذ .
- إذن قل لي بعض الكلمات. 
العدل – الرحمة – يجري – يمشي – الولد – البنت – هدية – زيارة . 
-  حسنا هذا يكفي أحسنت . 
 شكرا يا أستاذ .
الكلام :
-         حسنا . تعرف الآن يا عبد الصبور أنَّ اللغة في النهاية هي مجموعة من الكلمات لها معاني يتواصل بها الناس للتعبير  عن أفكارهم ومشاعرهم ؟
-         نعم يا أستاذ هذا صحيح .
-         جيد ولكن لو قال لك أحدهم ( السماء ) وسكت ماذا ستفعل ؟
-         سأسأله السماء ماذا ؟
-         هذا صحيح فالكلمة الواحدة في الحقيقة لا تصلح أن تكون لغة وحدها ولكنها تحتاج إلى كلمات أخرى للتعبير عن معنى كامل , فإذا قال لك الرجل ( السماءُ جميلةٌ ) فهل ستسأله عن شيء ؟
-         لا لأنَّ المعنى واضح .
-         لكنَّ السماء وحدها كان معناها واضحا أيضا .
-         هذا صحيح , فماذا نسمي ( السماءُ جميلةٌ ) إذنْ ؟
-   حسنا يمكن أنْ نقول إنَّها عبرت عن معنى كامل يحسن الوقوف عليه .
-         جيد السماء جميلة لها معنى كامل .
-         أحسنتَ ومن كم كلمة تتكون السماء جميلة ؟
-         من كلمتين .
-         جيد وعندما أقول لك ( إذا كانت السماء تمطر ) وأسكتُ ماذا ستفعل ؟
-         أسألكَ ماذا سيحدث إذا كانت السماء تمطر ؟
-         من كم كلمة تتكون ( إذا كانت السماء تمطر ) ؟
-         من أربع كلمات .
-         إذن لماذا تسأل بعد ذلك ؟
-         لأنَّ المعنى ليس كاملا حتى الآن .
-         أحسنت فإذا قلتُ لك ( إذا كانتِ السماءُ تمطرُ فلنْ أخرجَ ) هل ستسأل ؟
-         لا لأنَّ المعنى كامل الآن .
-         جيد إذن كمال المعنى لا يعتمد على عدد الكلمات ولكن على عدم الاحتياج للسؤال عن شيء ناقص في معنى الكلام .
-         نعم يا أستاذ هذا واضح .
-         حسنا سمى العلماء الكلمات التي لها معنى كامل مثل ( السماءُ جميلةٌ ) و ( إذا كانتِ السماءُ تمطرُ فلنْ أخرجَ ) كلاما , وأما قولنا ( السماء ) فقط أو ( إذا كانت السماء تمطر ) فقط فهو ليس كلاما لأنَّ المعنى ليس كاملا هذا واضح ؟
-         نعم يا أستاذ  
الكلام : هو كلمتان أو أكثر لها معنى كامل يحسن الوقوف عليه

-     ممتاز يا عبد الصبور . واضح الآن الفرق بين الكلمة والكلام ؟
-         نعم تماما يا أستاذ .
الكلمة : صوت له معنى
والكلام : تعاون كلمتين أو أكثر لعمل معنى كامل . 
-    ممتاز يا عبد الصبور , والآن تظن أن علم النحو يتعامل مع الكلمة أو الكلام ؟
- قلنا إن علم النحو يهتم بتغيير آخر الكلمة وأثر ذلك على المعنى .
- صحيح .
- فهو الذي ينظم العلاقة بين الكلمات في المعنى العام .
- أحسنتَ .
- إذن فهو خاص بالكلام وليس بالكلمة المفردة يا أستاذ .
- هذا صحيح يا عبد الصبور , فالكلمة مثل محمد خارج الكلام لا تكون ( محمدٌ ) ولا ( محمدًا ) ولا ( محمدٍ ) لأنه لا يوجد كلام فلا توجد علاقات .
- هذا واضح يا أستاذ .
- ورغم هذا فنحن نحتاج أن نتعرف على الكلمة الواحدة أولا بشكل جيد لأننا إذا عرفنا الكلمة الواحدة جيدا سيسهل علينا دراسة الكلام والعلاقات بين الكلمات داخله .
- حسنا يا أستاذ أنا مستعد .
- حسنا سنقترب المرة القادمة من الكلمة لنتعرف عليها بشكل أفضل إن شاء الله .
- إن شاء الله . شكرا يا أستاذ .
- عفوا يا عبد الصبور .
- إلى اللقاء في الدرس القادم .

يمكنك مشاهدة شرح الدرس على الرابط الآتي :

 https://www.youtube.com/watch?v=GBOBzSEl2N8&list=UUNMUkcZtjrGSEpgGiDPjY5w


3 - أقسام الكلمة

                        أقسام الكلمة 


 - السلام عليكم يا عبد الصبور .
- وعليكم السلام يا أستاذ .
- مستعد للدرس الثالث ؟
- تمام الاستعداد يا أستاذ .
- حسنا , إذا قلتُ لكَ (محمدٌ يقرأُ الكتابَ في الحديقةِ ) هذا كلمة أو كلام ؟
-         هذا كلام طبعا يا أستاذ .
-         أحسنتَ يا عبد الصبور , ومن كم كلمة يتكون ؟ 
-         ( محمدٌ -  يقرأُ - الكتابَ - في - الحديقةِ ) يتكون من خمس كلمات .

-         جيد , ولكن هذه الكلمات في الحقيقة ليست نفس الشيء .
-         كيف ؟ 
-  عندما أقول لك  [ محمد يقرأ ] فهو يقرأ الآن أو قبل ذلك ؟
- يقرأ الآن يا أستاذ .
- وإذا تكلمت عن أمس ماذا أقول ؟
- نقول ( محمد قرأ ) .
- إذن هذه الكلمة تحمل غير معنى القراءة معنى الزمن أيضا ويتأثر شكلها به  .
- نعم هذا صحيح يا أستاذ .
- جيد وإذا كانت القراءة ستحدث غدا نقول ( محمد سيقرأ )
 وإذا أنا أريد أن أطلب منه القراءة أقول له ( اقرأ )
- نعم يا أستاذ هذا واضح
- جيد , سمى العلماء هذا النوع من الكلمات الذي يحمل معنى الزمن ويتغير شكله به أفعالا.
 إذن      
                الفعل = معنى + زمن       يا أستاذ ؟
 -  نعم أحسنتَ يا عبد الصبور , فهل تستطيع أن تذكر بعض الأفعال ؟ 
- نعم  ( جلس - يجلس , كتب - يكتب , لعب - يلعب ),
- جيد وبعض الكلمات يدل على معنى واضح ولكنه لا يحمل معه معنى الزمن مثل { محمد – الكتاب – الحديقة } 
في المثال السابق 
فمحمد هو محمد الآن وأمس وغدا وفي أي وقت فالزمن ليس جزء من معنى الكلمة
ونفس الشيء مع الكتاب فهو دائما كتاب
والحديقة هي دائما حديقة
ويسمي العلماء أمثال هذه الكلمات التي لها معنى واضح وليس الزمن جزء منه أسماء .

-         إذن                      الاسم = معنى بدون زمن

- نعم هذا أيضا صحيح . وبعض الكلمات ليس لها معنى واضح منفردة – وحدها خارج الجملة – ويظهر معناها وسط الكلام مثل [ في ] في المثال بمعنى داخل ومثلها [ بـ - إلى – مِن – إلا ... ] ومهمة هذه الألفاظ الربط بين الأسماء والأفعال وسماها العلماء حروفا .

- إذن   الحرف = معنى داخل الكلام فقط .

- نعم لذلك فمعناه يتغير من كلام إلى آخر .
- كيف يا أستاذ ؟
- عندما أقول لك مثلا ( فتحت الباب بالمفتاح ) فما معنى الباء هنا ؟
- معناها أن الشيء الذي استخدمته في فتح الباب هو المفتاح .
- هذا صحيح أحسنت .
وإذا قلت لك ( أنا أشرب الشاي باللبن ) فما معنى الباء هنا ؟
- معناها أنك تشرب الشاي مختلطا مع اللبن .
- ممتاز وكما ترى فمعناها هنا مختلف عن المعنى الأول .
- نعم هذا صحيح يا أستاذ .
- وإذا قلت لك ( مررتُ بمحمدٍ ) فهل معناها أنني مختلط مع محمد ؟
- طبعا لا يا أستاذ ولكن معناها قريبا منه على ما أظن .
- نعم هذا صحيح , وهذا معنى ثالث كما ترى .
- نعم هذا واضح يا أستاذ .
- ولكن الاسم والفعل معناهما لا يتغير باختلاف الكلام فالحديقة لها معنى ثابت في كل الكلام و يقرأ نفس الشيء .
- جيد إذن
الاسم هو كلمة لها معنى ثابت بدون زمن
والفعل له معنى ثابت وجزء منه الزمن
والحرف متغير المعنى ولا يظهر معناه إلا بين الكلام .
- أحسنتَ هذا  صحيح تماما ومن هذه الأنواع أو الأقسام الثلاثة – الاسم والفعل والحرف – تتكون  الكلمة .
- جيد يا أستاذ , هذا واضح جدا .
- الحمد لله , والسؤال الآن : إذا كان الفعل يحمل معنى الزمن فوق معناه الأصلي فهل يحمل الاسم أيضا معاني أخرى فوق معناه الأصلي ؟
- نعم يا أستاذ هل يحمل الاسم معاني أخرى فوق معناه الأصلي ؟
- هذا ما ستعرفه في الدرس القادم إن شاء الله يا عبد الصبور .
- إن شاء الله . شكرا يا أستاذ .
- عفوا يا عبد الصبور . إلى اللقاء

يمكنك مشاهدة شرح الدرس على الرابط الآتي :

https://www.youtube.com/watch?v=oB2gp1-BjW4&list=UUNMUkcZtjrGSEpgGiDPjY5w