ثانيا : المستثنى
-
النوع الثاني من الأسماء المنصوبة – غير
المفعولات – هو المستثنى , والمستثنى جزء من أسلوب يسمى أسلوب الاستثناء .
-
وما هو أسلوب الاستثناء ؟
-
هو قاعدة أو أمر يضم مجموعة كبيرة من الناس
أو الأشياء , ثم يخالف بعض هذه المجموعة تلك القاعدة ، ونعرف هذه المخالفة عن طريق
أداة معينة , مثل قولنا :
( نجحَ الطلابُ إلا المهملينَ )
فالقاعدة هنا التي تضم مجموعة كبيرة من الأفراد هي [ النجاح ] , والمجموعة الكبيرة التي يضمها النجاح
هم [ الطلاب ] ,
والبعض الذي خالف قاعدة النجاح من الطلاب هم [
المهملين ] ، والأداة التي عرفت
بها المخالفة هنا هي [ إلا ] , ومن المستثنى
منه وأداة الاستثناء والمستثنى يتكوّن أسلوب الاستثناء .
-
حسنا يمكن أنْ نعبر عن أسلوب الاستثناء
بالشكل التالي
قاعدة مستثنى
منه أداة استثناء مستثنى
نجح [
الطلاب ] [ إلا ] [
المهملين ]
-
نعم طبعا ، أحسنت وإن كانت كتب النحو تتكلم
فقط عن ثلاثة منها المستثنى منه وأداة الاستثناء والمستثنى .
-
جيد وما إعراب جملة الاستثناء ؟
-
هذا ما ستعرفه حالا .
إعراب
المستثنى
-
يعرب المستثنى
منه حسب مكانه في الجملة , و[ إلا ]
حرف لا محل له من الإعراب , والمستثنى الأصل
فيه النصب , لأنَّ حرف الاستثناء [ إلا ] حمل معنى الفعل استثني , كأنك قولتَ في
الجملة السابقة استثني المهملين .
-
حمل معنى الفعل مثل [ إنَّ وأخواتها ] ؟
-
نعم , ولكن اسم إنَّ دائما منصوب , أما
المستثنى بعد [ إلا ] ليس دائما منصوب , ويتوقف إعرابه على حسب شكل جملة الاستثناء
.
-
كيف ؟
-
في الحقيقة جملة الاستثناء لها ثلاثة أشكال
, ويتوقف إعراب المستثنى بـ [ إلا ] على شكل جملة الاستثناء , فهيا نتعرف على هذه
الأشكال بشيء من التفصيل .
-
تفضل
[ أ ] جملة تامة مثبتة
-
حسنا الشكل الأول أنْ تكون الجملة تامة أي كاملة , ونعني بكمالها أنْ
يكون المستثنى منه موجود غير محذوف , ومثبتة
أي لا يسبقها أداة من أدوات النفي , مثل المثال الذي بدأنا به ( نجحَ الطلابُ إلا المهملينَ ) .
-
وما إعراب المستثنى في هذه الحالة .
- المستثنى في هذه
الحالة واجب النصب على الاستثناء .
- هل يمكن أن نعرب هذه
الجملة ؟
- نعم , طبعا ، ( نجحَ الطلابُ إلا المهملين )
نجح : فعل ماضي مبني على الفتح
الطلاب : فاعل مرفوع وعلامته الضمة
إلا : حرف استثناء مبني لا محل
له من الإعراب
المهملين : مستثنى منصوب وعلامته الياء لأنه جمع مذكر سالم .
-
حسنا , هذا سهل , فما الشكل الثاني من جملة
الاستثناء .
[ ب ] جملة تامة منفية
-
الشكل الثاني من جملة الاستثناء هي الجملة التامة المنفية
وكما قلنا تامة أي التي يذكر فيها المستثنى منه ومنفية أي تدخل عليها أداة نفي تفيد
عدم الحدوث , وفي هذه الحالة يجوز في المستثنى أحد إعرابين .
-
إعرابان لاسم واحد ؟ هذا غريب .
-
ليس له إعرابان في نفس الوقت , ولكن يجوز أنْ
تعربه إعرابا من اثنين.
-
وما هما هذان الإعرابان ؟
-
الإعراب الأول :
تقول : ( ما نجحَ الطلابُ إلا طالبا )
طالبا : مستثنى منصوب وعلامته الفتحة .
-
ولكن هذا نفس إعراب الحالة الأولى .
-
نعم , ولكن في الحالة الأولى النصب على
الاستثناء واجب , لأنَّه لا يجوز فيها إعراب
آخر , أما هنا فهو جائز – ممكن – لأنَّه يحتمل
إعرابا آخر .
-
حسنا , وما هو هذا الإعراب الآخر .
-
الإعراب الثاني :
تقول : (
ما نجح الطلابُ إلا طالبٌ )
طالب : تابع
لإعراب المستثنى منه مرفوع وعلامته الضمة ، لأنَّ المستثنى
منه [ الطلاب ] مرفوع لأنه فاعل .
-
هذا يحتاج إلى توضيح يا أستاذ .
-
حسنا . تعرف أنَّ المستثنى جزء من المستثنى
منه صحيح ؟
-
نعم .
-
جيد , الأصل عند العرب أنْ يتبع الجزءُ
كلَّه في الإعراب , وسنأخذ هذا بالتفصيل في الأربعة دروس الأخيرة إنْ شاء الله .
-
وكيف يتبعه في الإعراب ؟
-
يأخذ نفس إعرابه , فإذا كان المستثنى منه
مرفوعا يرفع المستثنى أيضا تقول : ( ما حضرَ الطلابُ
إلا طالبٌ )
وإذا كان المستثنى منه منصوبا نصب المستثنى معه ,
تقول : ( ما رأيتُ الطلابَ إلا طالبا )
طالبا : تابع للطلاب منصوب وعلامته الفتحة
وإذا كان المستثنى منه مجرورا يجر المستثنى أيضا ,
تقول : ( ما سلَّمتُ على الطلابِ إلا طالبٍ )
طالب : تابع للطلاب مجرور وعلامته الكسرة
هذا معنى يتبعه في الإعراب ويجوز في كل ما مضى النصب على الاستثناء .
-
جيد هذا واضح , ولكن هل يمكن أنْ نعرب إحدى
هذه الجمل كاملة ؟
-
طبعا : ( ما
سلَّمتُ على الطلابِ إلا طالبٍ )
ما : حرف نفي مبني لا محل له من الإعراب
سلَّمتُ : سلَّم فعل ماضي مبني على السكون
التاء ضمير مبني في محل رفع فاعل
على : حرف جر مبني لا محل له من الإعراب
الطلابِ : اسم مجرور بعلى وعلامته الكسرة
إلا : حرف استثناء مبني لا محل له من الإعراب
طالبٍ :
تابع للطلاب مجرور وعلامته الكسرة .
ويجوز طالبا : مستثنى منصوب وعلامته الفتحة
-
حسنا , واضح , ولكن عندي سؤال .
-
تفضل .
-
إذا كان الأصل أنْ يتبع الجزء كله في
الإعراب ، فلماذا لم يتبعه في الحالة الأولى ؟
-
لأنَّ جملة الاستثناء عندما تكون مثبتة
والمستثنى منه موجود تكون في أقوى حالاتها فلا يعمل غيرها في المستثنى , ولكن
عندما يدخل عليها النفي تضعف قليلا فتصبح في قوة الإتباع فيجوز أنْ يعمل أي واحد منهما
.
-
حسنا , وما الحالة الثالثة ؟
-
[ ج ]
الجملة ناقصة منفية
الحالة الثالثة لجملة الاستثناء أن تكون ناقصة منفية
, ومعنى ناقصة أي المستثنى منه غير موجود وهذا لا يحدث إلا مع الجملة المنفية تقول
: ( ما نجحَ
إلا طالبٌ )
-
وكيف نعرب هذه الجملة ؟
-
في الحقيقة أنَّ الاستثناء يصبح ضعيفا جدا
بعد حذف المستثنى منه فيفقد تأثيره على المستثنى , كما يمتنع الإتباع أيضا لأنَّ
المستثنى منه غير موجود في الجملة .
-
هذا غريب , وكيف سنعربه إذا امتنع الاستثناء
والإتباع جميعا ؟
-
نعتبر أنَّ حرفي النفي والاستثناء غير
موجودان ونعربه بحسب مكانه من الكلام , نقول في ( ما
نجحَ إلا طالبٌ ) :
طالب : فاعل مرفوع وعلامته الضمة , كأنَّ الجملة (
نجح طالبٌ ) ,
وهو من حيث المعنى اللغوي صحيح ، فالجملة الناقصة دائما منفية ، ثم يأتي
الاستثناء الذي يفيد مخالفة الحكم كأنه نفي ثاني ، ونفي النفي إثبات في عالم
المنطق ، ففي الحقيقة جملة ( ما نجحَ إلا طالبٌ ) تدل أنَّ الطالب نجح , والنفي لغيره أي ولم ينجح غيره
معه وتقديرها ( ما نجحَ أحد إلا طالبٌ ) .
-
هذا عميق جدا .
-
نعم , وربما يكون النفي في جملة اسمية تقول
: ( ما أنتَ إلا طالبٌ ) طالبٌ : خبر مرفوع وعلامته الضمة , كأنَّ الجملة ( أنتَ طالبٌ ) .
-
إذن الخلاصة أنَّ أسلوب الاستثناء يتكون من
مستثنى منه وأداة استثناء ومستثنى , والمستثنى منصوب وجوبا إذا كانت الجملة تامة
مثبتة , وإذا دخل عليها النفي فيجوز أن يبقى المستثنى منصوبا على الاستثناء أو
يتبع إعراب المستثنى منه , فإذا حذف منها المستثنى منه أيضا أعرب المستثنى بحسب
مكانه من الكلام كأن حرف الاستثناء غير موجود .
-
ما شاء الله أحسنت .
-
شكرا , وأين التدريبات ؟
شكراً يا استاذ جوهر على مجهودك الرائع
ردحذفجزاك الله خيرا
حذف