13‏/6‏/2011

تابع المنصوبات - المنادى



ثالثا : المنادى

-        والآن مع ثالث أنواع المنصوبات غير المفعولات وهو المنادى ، والمنادي هو الشخص الذي أنادي عليه , ويستخدم في ذلك غالبا أداة النداء [ يا ] , مثل ﴿ يَا نُوحُ اهْبِطْ ﴾ و﴿ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ .
-        وهو منصوب دائما أم له حالات مثل المستثنى ؟
-        في الحقيقة أنَّ الأصل فيه النصب لذلك فهو له حالة واحدة , ولكن أحيانا تظهر علامة النصب على المنادى وأحيانا يكون مبنيا في محل نصب فلا تظهر عليه العلامة .
-        إذن المنادى إما أن يكون منصوبا أو مبنيا في محل نصب ؟
-        نعم هذا صحيح . وسبب النصب أنَّ حرف النداء حمل معنى الفعل أنادي فحين تقول : ( يا عبدَ الله ) كأنك تقول ( أنادي عبدَ الله ) والمنادى المبنى يكون بناؤه على العلامة التي يرفع بها .
-        حسنا , ومتى يكون منصوبا ومتى يكون مبنيا في محل نصب ؟
-        هذا ما ستعرفه الآن .
-        تفضل .


[ أ ] مبني في محل نصب
-        يكون مبنيا في محل نصب في ثلاث حالات :
أولا : إذا كان علما مفردا
والمقصود بالمفرد هنا ما ليس مضافا , أي لم يأت بعده مضاف إليه مثل : ﴿ يَا نُوحُ اهْبِطْ .
-        وكيف نعرب هذه الجملة ؟
-        يا     : أداة نداء حرف مبني لا محل له من الإعراب .
نوح  : منادى مبني على الضم في محل نصب .
اهبط : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل مستتر تقديره أنتَ .
-        حسنا , وما الحالة الثانية من المنادى المبني
-        ثانيا : ما نزل بمنزلة العلم المفرد
وهو حين تنادي شخصا معينا بأي لقب لأنَّك لا تعرف اسمه , كأنْ تقول لسائق التاكسي : ( قفْ على الجانبِ يا أُسطَى ) , فأنتَ هنا لا تكلم أي أسطى ولكن رجلا معين فنزل بمنزلة العلم المفرد , كذلك إذا قلتَ لشخص اصطدم بك : ( انتبه يا رجلُ ) فأنتَ هنا أيضا لا تكلم أي رجل , ولكن رجلا محددا ، وكل يوم تقول لي : ( كيفَ حالُكَ يا أستاذُ )  ... وهكذا , وسمى علماء النحو هذا النوع من المنادى النكرة المقصودة .
-        حسنا يا أستاذ ، فما النوع الثالث من المنادى المبني بعد العلم المفرد والنكرة المقصودة ؟
      

-        ثالثا : أيُّها وأيَّتُها
وهما لفظان يستخدمان عندما تنادي اسما أوّله [ ال ] , فلا يصح أنْ تقول مثلا : ( يا الإنسان ) أو ( يا النفس ) , ولكن نستخدم أيها للمذكر فنقول : ( يا أيُّهَا الإنسانُ ) وأيَّتُهَا للمؤنث فنقول : ( يا أيَّتُهَا النفس ) ، ولا تستخدم [ أيُّها وأيَّتُها ] إلا للنداء ، فهي دائما منادى مبنى على الضم, ويأتي بعدهما اسم يصفهما ويبين المقصود منهما ويكون مرفوعا أيضا .
-        هل يمكن أن نعرب جملة منهما ؟
-        طبعا  ( يا أيُّهَا الإنسانُ )
يا       : أداة نداء حرف مبني لا محل له من الإعراب
أيها     : منادى مبني على الضم في محل نصب
الإنسان : صفة لـ [ أيها ] مرفوعة بالضمة .
-        هل يوجد موقع اسمه صفة ؟
-        نعم , سنأخذه في آخر أربعة دروس إنْ شاء الله .
-        إن شاء الله ... آ ..  في الحقيقة عندي سؤال آخر .
-        ما هو ؟  تفضل .
-        قلتَ إنِّ [ أيُّها وأيَّتُها ] مبنيان دائما على الضم صحيح ؟
-        نعم .
-        ولكن لماذا لا توجد ضمة على آخرهما ؟
-        في الحقيقة أنَّ الضمة موجودة على آخر [ أيُّ – أيَّةُ ] وهما المنادى والهاء حرف للتنبيه فقط وتعرف أن الحروف لا إعراب لها .
-        نعم شكرا يا أستاذ , هذا واضح جدا .
-        عفوا يا عبد الصبور , خلاصة القول أنَّ المنادى يكون مبنيا على ما يرفع به إذا كان علما مفردا – غير مضاف – ، أو ما يشبه العلم المفرد – وهو النكرة المقصودة – عندما استخدم لفظا نكرة وأقصد به شخصا محددا , أو [ أيُّها وأيَّتُها ] وهما يستخدمان لنداء ما فيه [ ال ] تذكيرا وتأنيثا .

[ ب ] المنادى المنصوب
-        حسنا , هذا واضح , فمتى يكون المنادي منصوبا ؟
-       يكون المنادى منصوبا في ثلاث حالات أيضا :
أولا : المنادى المضاف
وهو ما يأتي بعده مضاف إليه , تقول : ( يا عبادَ اللهِ توبُوا ) ،          ( يا أبا بكرٍ أبشرْ ) .
-        ممكن نعرب جملة منهما ؟
-        لا مشكلة ( يا أبا بكرٍ أبشرْ )
يا    : حرف نداء لا محل له من الإعراب
أبا   : منادى مضاف منصوب وعلامته الألف لأنَّه من الأسماء الخمسة
بكر  : مضاف إليه مجرور وعلامته الكسرة .
أبشر : فعل أمر مبني على السكون , والفاعل مستتر تقديره أنتَ .
-        هذا واضح , فما الحالة الثانية من المنادى المنصوب ؟

-        ثانيا : الشبيه بالمضاف
وهو ما يأتي بعده ما يكمل معناه غير المضاف إليه ، مثل قولك : ( يا طالبا للعلم أبشر ) ( يا مؤمنا بالله اصبر ) فكما ترى الكلمة [ طالبا ] أتى بعدها ما يكمل معناها وهو [ للعلم ] كما أنَّ الكلمة [ مؤمنا ] أتى بعدها ما يكمل معناها أيضا وهو [ بالله ] .
-        وهل يكون دائما ما يكمل المعنى جار ومجرور ؟
-        لا , من الممكن أن أقول مثلا : ( يا طالبا علما ) فكلمة [ علم ] هنا تكمل أيضا معنى [ طالب ] وهي ليست جار ومجرور .
-        ولماذا لا نقول في ( يا طالبا علما ) أن علم مضافة إلى طالب ؟
-        لأن الإضافة تمنع التنوين كما أخذتَ من قبل فشكل الكلمتين في الإضافة ( طالب علم ) لا ( طالبا علما )
-        حسنا , هذا واضح فما النوع الثالث من المنادى المنصوب ؟
-        ثالثا : النكرة العامة
ويسميها علماء النحو النكرة غير المقصودة , وهي عندما يتحدث الإنسان بشكل عام ولا يقصد بالنداء شخصا أو أشخاصا معينين أمامه , ويكون هذا غالبا في خطبة عامة يلقيها شيخ أو رئيس أو ما شابه فيقول مثلا :  ( يا صناعَ اتقنُوا الصنعةَ ) أو ( يا مؤمنينَ اتقوا اللهَ ) ... وهكذا , وكما ترى فهو يتكلم بشكل عام لا لشخص محدد .
-        هذا عكس النكرة المقصودة ؟
-        نعم , أحسنت .
-        هل نعرب أحد هذه الجمل ؟
-        لا مشكلة ( يا مؤمنينَ اتقوا اللهَ )
يا       : أداة نداء حرف مبني لا محل له من الإعراب
مؤمنين : منادى منصوب لأنَّه نكرة غير مقصودة وعلامته الياء 
          لأنه جمع مذكر سالم
اتقوا    : فعل أمر مبني على حذف النون
          واو الجماعة ضمير مبني في محل رفع فاعل .
الله     : لفظ الجلالة مفعول به منصوب وعلامته الفتحة
-   حسنا , هذا واضح , المنادى منصوب إذا كان مضافا أو شبيه بالمضاف أو نكرة عامة – غير مقصودة – ، ومبني إذا كان علما مفردا أو ما يشبه العلم المفرد – نكرة مقصودة – أو [ أيُّها وأيََّتُها ] , ثلاثة وثلاثة  .
-        نعم , أحسنت .
-        شكرا يا أستاذ .
-   عفوا يا عبد الصبور ، ولعلك لاحظت أنَّ لفظ [ مفرد ] في النحو له أكثر من استخدام , 
فهو من حيث العدد : ما ليس مثنى أو جمع ،
وهو من حيث الجملة : ما ليس جملة ولا شبه جملة ,
وهو من حيث الإضافة : ما ليس مضافا ولا شبيه بالمضاف .
-        حسنا , هذا واضح ، انتهى الدرس ؟
-        نعم أمامك شكلان أولهما لمعاني المفرد في النحو والثاني لإعراب المنادى بعدهما التدريبات
-        هذا جيد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق