ثالثا : المنادى
-
والآن
مع ثالث أنواع المنصوبات غير المفعولات وهو المنادى ، والمنادي هو الشخص الذي
أنادي عليه , ويستخدم في ذلك غالبا أداة النداء [ يا ] , مثل ﴿ يَا نُوحُ اهْبِطْ ﴾ و﴿ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴾ .
-
وهو
منصوب دائما أم له حالات مثل المستثنى ؟
-
في
الحقيقة أنَّ الأصل فيه النصب لذلك فهو له حالة واحدة , ولكن أحيانا تظهر علامة
النصب على المنادى وأحيانا يكون مبنيا في محل نصب فلا تظهر عليه العلامة .
-
إذن
المنادى إما أن يكون منصوبا أو مبنيا في محل نصب ؟
-
نعم
هذا صحيح . وسبب النصب أنَّ حرف النداء حمل معنى الفعل أنادي فحين تقول : ( يا عبدَ الله ) كأنك تقول ( أنادي عبدَ الله ) والمنادى المبنى يكون بناؤه على العلامة التي
يرفع بها .
-
حسنا
, ومتى يكون منصوبا ومتى يكون مبنيا في محل نصب ؟
-
هذا
ما ستعرفه الآن .
-
تفضل
.
[ أ ] مبني في محل نصب
-
يكون
مبنيا في محل نصب في ثلاث حالات :
أولا
: إذا كان علما مفردا
والمقصود بالمفرد
هنا ما ليس مضافا , أي لم يأت بعده مضاف إليه مثل : ﴿ يَا نُوحُ اهْبِطْ ﴾ .
-
وكيف نعرب هذه
الجملة ؟
-
يا : أداة نداء حرف مبني لا محل له من الإعراب .
نوح : منادى مبني على الضم في محل نصب .
اهبط : فعل أمر مبني
على السكون ، والفاعل مستتر تقديره أنتَ .
-
حسنا , وما الحالة
الثانية من المنادى المبني
-
ثانيا
: ما نزل بمنزلة العلم المفرد
وهو حين تنادي شخصا
معينا بأي لقب لأنَّك لا تعرف اسمه , كأنْ تقول لسائق التاكسي : ( قفْ على الجانبِ يا أُسطَى ) , فأنتَ هنا لا تكلم
أي أسطى ولكن رجلا معين فنزل بمنزلة العلم المفرد , كذلك إذا قلتَ لشخص اصطدم بك :
( انتبه يا رجلُ ) فأنتَ هنا أيضا لا تكلم أي
رجل , ولكن رجلا محددا ، وكل يوم تقول لي : ( كيفَ
حالُكَ يا أستاذُ ) ... وهكذا ,
وسمى علماء النحو هذا النوع من المنادى النكرة
المقصودة .
-
حسنا يا أستاذ ،
فما النوع الثالث من المنادى المبني بعد العلم المفرد والنكرة المقصودة ؟
-
ثالثا
: أيُّها وأيَّتُها
وهما لفظان
يستخدمان عندما تنادي اسما أوّله [ ال ] , فلا يصح أنْ تقول مثلا : ( يا الإنسان )
أو ( يا النفس ) , ولكن نستخدم أيها للمذكر فنقول : (
يا أيُّهَا الإنسانُ ) وأيَّتُهَا للمؤنث فنقول : (
يا أيَّتُهَا النفس ) ، ولا تستخدم [ أيُّها وأيَّتُها ] إلا للنداء ، فهي دائما
منادى مبنى على الضم, ويأتي بعدهما اسم يصفهما ويبين المقصود منهما ويكون مرفوعا
أيضا .
-
هل يمكن أن نعرب
جملة منهما ؟
-
طبعا ( يا أيُّهَا
الإنسانُ )
يا : أداة نداء حرف مبني لا محل له من الإعراب
أيها : منادى مبني على الضم في محل نصب
الإنسان : صفة لـ [ أيها ]
مرفوعة بالضمة .
-
هل يوجد موقع اسمه
صفة ؟
-
نعم , سنأخذه في
آخر أربعة دروس إنْ شاء الله .
-
إن شاء الله ... آ
.. في الحقيقة عندي سؤال آخر .
-
ما هو ؟ تفضل .
-
قلتَ إنِّ [ أيُّها
وأيَّتُها ] مبنيان دائما على الضم صحيح ؟
-
نعم .
-
ولكن لماذا لا توجد
ضمة على آخرهما ؟
-
في الحقيقة أنَّ
الضمة موجودة على آخر [ أيُّ – أيَّةُ ] وهما المنادى والهاء حرف للتنبيه فقط
وتعرف أن الحروف لا إعراب لها .
-
نعم شكرا يا أستاذ
, هذا واضح جدا .
-
عفوا يا عبد الصبور
, خلاصة القول أنَّ المنادى يكون مبنيا على ما
يرفع به إذا كان علما مفردا – غير مضاف – ، أو
ما يشبه العلم المفرد – وهو النكرة المقصودة –
عندما استخدم لفظا نكرة وأقصد به شخصا محددا , أو [
أيُّها وأيَّتُها ] وهما يستخدمان لنداء ما فيه [ ال ] تذكيرا وتأنيثا .
[ ب ] المنادى المنصوب
-
حسنا , هذا واضح ,
فمتى يكون المنادي منصوبا ؟
- يكون المنادى منصوبا في ثلاث حالات أيضا :
أولا
: المنادى المضاف
وهو ما يأتي بعده
مضاف إليه , تقول : ( يا عبادَ اللهِ توبُوا )
، (
يا أبا بكرٍ أبشرْ ) .
-
ممكن نعرب جملة
منهما ؟
-
لا مشكلة ( يا أبا بكرٍ أبشرْ )
يا : حرف نداء لا محل له من الإعراب
أبا : منادى مضاف منصوب وعلامته الألف لأنَّه من
الأسماء الخمسة
بكر : مضاف إليه مجرور وعلامته الكسرة .
أبشر : فعل أمر مبني
على السكون , والفاعل مستتر تقديره أنتَ .
-
هذا واضح , فما
الحالة الثانية من المنادى المنصوب ؟
-
ثانيا
: الشبيه بالمضاف
وهو ما يأتي بعده
ما يكمل معناه غير المضاف إليه ، مثل قولك : ( يا
طالبا للعلم أبشر ) ( يا مؤمنا بالله اصبر ) فكما
ترى الكلمة [ طالبا ] أتى بعدها ما يكمل معناها وهو [ للعلم ] كما أنَّ الكلمة
[ مؤمنا ] أتى بعدها ما يكمل معناها أيضا وهو [ بالله ] .
-
وهل يكون دائما ما
يكمل المعنى جار ومجرور ؟
-
لا , من الممكن أن
أقول مثلا : ( يا طالبا علما ) فكلمة [ علم ]
هنا تكمل أيضا معنى [ طالب ] وهي ليست جار ومجرور .
-
ولماذا لا نقول في ( يا طالبا علما ) أن علم مضافة إلى طالب ؟
-
لأن الإضافة تمنع
التنوين كما أخذتَ من قبل فشكل الكلمتين في الإضافة ( طالب علم ) لا ( طالبا علما
)
-
حسنا , هذا واضح
فما النوع الثالث من المنادى المنصوب ؟
-
ثالثا
: النكرة العامة
ويسميها علماء
النحو النكرة غير المقصودة , وهي عندما يتحدث
الإنسان بشكل عام ولا يقصد بالنداء شخصا أو أشخاصا معينين أمامه , ويكون هذا غالبا
في خطبة عامة يلقيها شيخ أو رئيس أو ما شابه فيقول مثلا : ( يا صناعَ
اتقنُوا الصنعةَ ) أو ( يا مؤمنينَ اتقوا اللهَ ) ... وهكذا , وكما ترى
فهو يتكلم بشكل عام لا لشخص محدد .
-
هذا
عكس النكرة المقصودة ؟
-
نعم
, أحسنت .
-
هل
نعرب أحد هذه الجمل ؟
-
لا
مشكلة ( يا مؤمنينَ اتقوا اللهَ )
يا : أداة نداء حرف مبني لا محل
له من الإعراب
مؤمنين : منادى منصوب لأنَّه نكرة غير مقصودة وعلامته الياء
لأنه جمع مذكر سالم
اتقوا : فعل أمر مبني على حذف النون
واو
الجماعة ضمير مبني في محل رفع فاعل .
الله : لفظ الجلالة مفعول به منصوب
وعلامته الفتحة
-
حسنا
, هذا واضح , المنادى منصوب إذا كان مضافا أو شبيه بالمضاف أو نكرة عامة – غير
مقصودة – ، ومبني إذا كان علما مفردا أو ما يشبه العلم المفرد – نكرة مقصودة – أو
[ أيُّها وأيََّتُها ] , ثلاثة وثلاثة .
-
نعم
, أحسنت .
-
شكرا
يا أستاذ .
-
عفوا
يا عبد الصبور ، ولعلك لاحظت أنَّ لفظ [ مفرد ]
في النحو له أكثر من استخدام ,
فهو من حيث العدد : ما ليس مثنى أو جمع ،
وهو من حيث الجملة : ما ليس جملة ولا شبه جملة ,
وهو من حيث الإضافة : ما ليس مضافا ولا شبيه بالمضاف .
فهو من حيث العدد : ما ليس مثنى أو جمع ،
وهو من حيث الجملة : ما ليس جملة ولا شبه جملة ,
وهو من حيث الإضافة : ما ليس مضافا ولا شبيه بالمضاف .
-
حسنا
, هذا واضح ، انتهى الدرس ؟
-
نعم
أمامك شكلان أولهما لمعاني المفرد في النحو والثاني لإعراب المنادى بعدهما
التدريبات
-
هذا
جيد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق